أصول الفقه يعرّف باعتبارين: | |||
الأول: باعتبار مفردَيهِ؛ أي: باعتبار كلمة أصول، وكلمة فقه. | الأصول | جمع أصل | وهو ما يبنى عليه غيره، ومن ذلك: |
أصل الجدار وهو أساسه. | |||
وأصل الشجرة الذي يتفرَّع منه أغصانها؛ قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾. | |||
الفقه | لغةً: الفهم، ومنه قوله تعالى: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)﴾. | ||
واصطلاحًا: معرفة الأحكام الشَّرعية العمليَّة بأدلَّتها التَّفصيليَّة. | المراد بقولنا: | معرفة | العلم والظن؛ لأن إدراك الأحكام الفقهية قد يكون يقينيًّا، وقد يكون ظنيًّا، كما في كثيرٍ من مسائل الفقه. |
الأحكام الشَّرعية | الأحكام المتلقاة من الشرع؛ كالوجوب والتَّحريم، فخرج به: الأحكام العقلية؛ كمعرفة أنَّ الكل أكبر من الجزء. والأحكام العادية؛ كمعرفة نزول الطل في الليلة الشاتية إذا كان الجو صحوًا. | ||
العملية | ما لا يتعلَّق بالاعتقاد؛ كالصلاة والزكاة، فخرج به ما يتعلق بالاعتقاد؛ كتوحيد الله ومعرفة أسمائه وصفاته، فلا يسمَّى ذلك فقهًا في الاصطلاح. | ||
بأدلتها التَّفصيلية | أدلة الفقه المقرونة بمسائل الفقه التفصيلية؛ فخرج به أصول الفقه؛ لأن البحث فيه إنما يكون في أدلة الفقه الإجمالية. | ||
الثاني: باعتبار كونه لقبًا لهٰذا الفن المعين | فيُعرَّف بأنه: علمٌ يبحث عن أدلة الفقه الإجمالية وكيفية الاستفادة منها وحالُ المستفيد. | ||
المراد بقولنا | الإجمالية | القواعد العامة مثل قولهم: الأمرُ للوجوب والنهي للتحريم والصحة تقتضي النُّفوذ، فخرج به الأدلة التَّفصيلية فلا تُذكر في أصول الفقه إلا على سبيل التَّمثيل للقاعدة. | |
وكيفيَّة الاستفادة منها | معرفةُ كيف يستفيد الأحكام من أدلتها بدراسة أحكام الألفاظ ودلالاتها من عموم وخصوص، وإطلاق وتقييد، وناسخ ومنسوخ، وغير ذلك، فإنَّه بإدراكه يستفيد من أدلَّة الفقه أحكامها. | ||
وحال المستفيد | معرفة حال المستفيد وهو المجتهد، سمِّي مستفيدًا؛ لأنه يستفيد بنفسه الأحكام من أدلتها لبلوغه مرتبة الاجتهاد، فمعرفة المجتهد وشروط الاجتهاد وحكمه ونحو ذلك يبحث في أصول الفقه. |
التَّمَكُّن من حصول قُدرة يستطيع بها استخراج الأحكام الشَّرعية من أدلتها على أسسٍ سليمة. | |||
أول من جمعه كفنٍّ مستقل | |||
الإمام الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله تعالى | |||
ثم تابعه العلماء في ذلك | فألَّفوا فيه التآليف المتنوعة ما بين: | منثورٍ ومنظوم | مختصر ومبسوط |
حتى صار فنًّا مستقلًّا، له كيانه، ومميزاته. |