العِلْــــمُ و الكَــــــلاَمُ

العِلْــــمُ

الـــــعـــــلـــــمإدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا؛ كـ:
إدراكِ أنَّ الكل أكبر من الجزءوأنَّ النِّيَّةَ شرطٌ في العبادة
فخرج بقولنا:
إدراكُ الشيءعدمُ الإدراك بالكلِّيّة، ويسمَّى (الجهل البسيط).
مثل أن يُسأل: متى كانت غزوة بدر؟ فيقول: لا أدري.
على ما هو عليهإدراكُه على وجهٍ يخالف ما هو عليه؛ ويسمّى: (الجهل المركب).
مثل أن يُسأل: متى كانت غزوةُ بدر؟ فيقول: في السنة الثالثة من الهجرة.
إدراكًا جازمًاإدراكُ الشَّيء إدراكًا غير جازم، بحيث يحتمِلُ عنده أن يكون على غير الوجه الذي أدركه، فلا يسمَّى ذلك علمًا. ثم إن ترجَّح عنده أحد الاحتمالين فالراجح ظن والمرجوح وَهم. وإن تساوى الأمران فهو شك.
وبهذا تبيّن أن تعلُّق الإدراك بالأشياء كالآتي:
علمٌوهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا.
جهلٌ بسيطوهو عدم الإدراك بالكلِّية.
جهل مركَّبوهو إدراك الشيء على وجهٍ يخالف ما هو عليه.
ظنّوهو إدراكُ الشيء مع احتمال ضدٍّ مرجوح
وهموهو إدراك الشيء مع احتمال ضدٍّ راجح
شكّوهو إدراك الشيء مع احتمال ضدٍّ مساو.
أقسام العلم: ينقسم العلم إلى قسمين:
الضروريما يكون إدراك المعلوم فيه ضروريًّا، بحيث يضطرُّ إليه من غير نظر ولا استدلال
كالعلم بـ: أنَّ الكل أكبر من الجزء، وأنَّ النار حارة، وأنّ محمدًا رسول الله.
النَّظريما يحتاج إلى نظر واستدلال.
كالعلم بـ: وجوب النِّيَّة في الصَّلاة.

الكَــــــلاَمُ

الكلاملغة:اللفظ الموضوع لمعنًى.
اصطلاحًا:اللَّفظ المفيدمثل: الله ربنا، ومحمد نبينا
وأقل ما يتألَّف منه الكلام:اسمانمثال:محمد رسول الله
فعل واسماستقام محمد
الكلمةوهي: واحد الكلام
وهي: اللفظ الموضوع لمعنًى مفرد؛ وهي إمااسمما دلَّ على معنًى في نفسه من غير إشعار بزمن.
وهو ثلاثة أنواع:
ما يفيد العمومكالأسماء الموصولة.
ما يفيد الإطلاقكالنكرة في سياق الإثبات.
ما يفيد الخصوصكالأعلام.
فعلما دل على معنى في نفسه، وأشعر بهيئته بأحد الأزمنة الثلاثة
وهو إماماضٍكـ(فَهِمَ).
أو مضارعكـ(يَفْهَمُ).
أو أمركَـ(افْهَمْ).
والفعل بأقسامه يفيد الإطلاق فلا عموم له.
حرفما دل على معنى في غيره، ومنه:
الواووتأتي عاطفة فتفيد اشتراك المتعاطفين في الحكم، ولا تقتضي الترتيب، ولا تنافيه إلا بدليل.
الفاءوتأتي عاطفة فتفيد اشتراك المتعاطفين في الحكم مع الترتيب والتعقيب.
سببية: فتفيد التعليل.
اللام الجارّةولها معانٍ منها: التعليل والتمليك والإباحة.
(على) الجارّةولها معانٍ منها: الوجوب.
أقسام الكلامينقسم الكلام باعتبار إمكان وصفه بالصدق وعدمه إلى قسمين:
[1] الخبرما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب لذاته.
خرج بقولنا  ما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذبالإنشاء؛ لأنه لا يمكن فيه ذلك، فإنَّ مدلوله ليس مخبرًا عنه حتى يمكن أن يقال: إنَّه صدق أو كذب.
لذاتهالخبر الذي لا يحتمل الصِّدق، أو لا يحتمل الكذب باعتبار المخبر به، وذلك أن الخبر من حيث المخبر به ثلاثة أقسام:
الأول: ما لا يمكن وصفه بالكذب؛ كخبر الله ورسوله الثَّابت عنه.
الثاني: ما لا يمكن وصفه بالصدق؛ كالخبر عن المستحيل: شرعًا: كخبر مدعي الرسالة بعد النبي ﷺ.
عقلًا: كالخبر عن اجتماع النقيضين كالحركة والسكون في عين واحدة في زمن واحد.
الثالث: ما يمكن أن يوصف بالصدق والكذب إما على السواء، أو مع رجحان أحدهما.
[2] الإنشاءما لا يمكن أن يوصف بالصِّدق والكذب.
ومنه: الأمر والنهي؛كقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.
قد يكون الكلام خبرًا إنشاءً باعتبارين:
خبرًاباعتبار دلالتها على ما في نفس العاقدكصيغ العقود اللفظية مثل: بعت وقبلت.
إنشاءًباعتبار ترتُّب العقد عليها
وقد يأتي الكلام بصورة:
الخبر والمراد به الإنشاء:كقوله تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍفقوله: ﴿يتربصن﴾ بصورة الخبر والمراد بها الأمر
فائدة ذلك: تأكيد فعل المأمور به، حتى كأنه أمرٌ واقع، يتحدث عنه كصفة من صفات المأمور.
الإنشاء والمراد به الخبر:قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْفقوله: ﴿وَلْنَحْمِلْ﴾ بصورة الأمر والمراد بها الخبر، أي: ونحن نحمل.
الحقيقة والمجاز:وينقسم الكلام من حيث الاستعمال إلى:
الحقيقةاللفظ المستعمل فيما وُضع له.
مثل: أسد للحيوان المفترس.
خرج بقولناالمستعملالمهمل، فلا يسمى حقيقة ولا مجازًا
فيما وُضع لهالمجاز.
المجازاللفظ المستعمل في غير ما وضع له.
مثل: أسد للرجل الشُّجاع.
خرج بقولناالمُستعملالمهمل، فلا يسمى حقيقةً ولا مجازًا.
في غير ما وُضع لهالحقيقة.
وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام:
[1] اللغويةاللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة.
فخرج بقولنا:في اللغةالحقيقة الشرعية والعرفية.
مثال: الصَّلاة، فإن حقيقتها اللغوية الدُّعاء، فتحمل عليه في كلام أهل اللُّغة.
[2] الشرعيةاللَّفظ المستعمل فيما وضع له في الشرع.
فخرج بقولنا:في الشرعالحقيقة اللغوية والعرفية.
مثال: الصلاة، فإنَّ حقيقتها الشّرعية: الأقوال والأفعال المعلومة المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم، فتُحمل في كلام أهل الشرع على ذلك.
[3] العُرفيةاللَّفظ المستعمل فيما وضع له في العرف.
خرج بقولنافي العُرفالحقيقة اللغوية والشرعية.
مثال: الدَّابّة، فإن حقيقتها العرفية ذات الأربع من الحيوان، فتُحمل عليه في كلام أهل العرف.
فائدة معرفة تقسيم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام:أن نحمل كل لفظ على معناه الحقيقي في موضع استعماله، فيُحمل في استعمال أهل اللغة على الحقيقة اللُّغوية، وفي استعمال الشرع على الحقيقة الشرعية، وفي استعمال أهل العرف على الحقيقة العُرفية.
لا يجوز حمل اللفظ على مجازه إلا بدليلٍ صحيح يمنع من إرادة الحقيقة.يسمَّى في علم البيان بالقرينة
ويشترط لصحّة استعمال اللفظ في مجازه وجود ارتباطٍ بين المعنى الحقيقي والمجازي، ليصحَّ التعبير به عنه.يسمَّى في علم البيان بالعلاقة
 والعلاقة إما أن تكون المشابهة أو غيرها 
المشابهةسُمِّي التجوز «استعارة»كالتجوز بلفظ أسد عن الرَّجل الشجاع.
غير المشابهةالمجاز المرسلالتجوز في الكلماترعينا المطر، فكلمة (المطر) مجاز عن العُشب.
المجاز العقليالتجوز في الإسنادأنبت المطر العشب فالكلمات كلها يراد بها حقيقة معناها، لكن إسناد الإنبات إلى المطر مجاز؛ لأن المنبت حقيقة هو الله تعالى فالتجوُّز في الإسناد.
ومن المجاز المرسل 
التجوُّز بالزيادة﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾قالوا: إنَّ الكاف زائدة لتأكيد نفي المثل عن الله تعالى.
التجوُّز بالحذف﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾أي: واسأل أهل القرية؛ فحذفت (أهل) مجازًا، وللمجاز أنواع كثيرة مذكورة في علم البيان.
وإنما ذكر طرف من الحقيقة والمجاز في أصول الفقه؛ لأن دلالة الألفاظ:
إما حقيقةفاحتيج إلى معرفة كل منهما وحُكمه. والله أعلم.
وإما مجاز
 تنبيه 
المجاز في القرآن وغيرهالمشهور عند أكثر المتأخرين.
لا مجاز في القرآنقال به بعض أهل العلم.
لا مجاز في القرآن ولا في غيرهقال به أبو إسحاق الإسفراييني، ومن المتأخرين العلامة محمد الأمين الشِّنقيطي، وبين شيخ الإسلام وابن القيم أنه اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضَّلة، ونصَرَه بأدلة قوية كثيرة تبيِّن لمن اطلع عليها أن هذا القول هو الصَّواب.
Scroll to Top